الذين يجهلون  أبجديات السياسة

المراهقة السياسية للبعض من السياسيين  الذين يجهلون  أبجديات السياسة

  • المراهقة السياسية للبعض من السياسيين  الذين يجهلون  أبجديات السياسة

اخرى قبل 5 سنة

 

المراهقة السياسية للبعض من السياسيين  الذين يجهلون  أبجديات السياسة

المحامي علي ابوحبله

المسؤولية هو اللغز الاجتماعي الغائب والرقم الصعب الذي يتجلى قليلا عبر التاريخ من صانعيه الأوفياء لمجتمعاتهم فكل مسئول آمين باسم الأمانة الملقاة على عاتقه .ومن أضخمها  وأثقلها وتجلياتها تاريخيا إما تمجيدا اواذماما هي المسؤولية السياسية =

فالمسؤولية السياسية هي نتاج توصيات دستورية يحكمها دستور الدولة يرقى صاحبها بقانون الانتخاب الذي يحددها  وهي كمنظار لجميع فئات المجتمع في الانتخاب إذا ما كانت هذه المسؤولية السياسية تحكم مدنيته في عامته كرئيس دولة أوجهة تشريعية تشرع له القوانين كالبرلمان أو دائرة من الدوائر تحكم محلياته كرئيس بلدية أو مسؤولية سياسية أوجبتها فترة تاريخية مؤقتة كمسؤولية للطوارئ أو مسؤولية في نطاق دولي او قاري.

وكل منها نعده مسؤولية تاريخية لأنها  تأخذ فترة من عمر المجتمعات يعيها جيل أو جيلين من المجتمع في أكثر تقدير كشهادة للتاريخ وبالتالي فهي تعظم على باقي المسؤوليات تخليدا لمنجزاتها أو أذماما لنكباتها  بعظم كثرة شاهديها  وأمانتها التاريخية التي تدرس للأجيال المتتالية.

ووفق ذلك فإن تولي المسؤولية والتزام القيادة والقبول بخدمة الشعب يوجب على السياسيين والمنضوين تحت لواء التنظيمات والفصائل  أو الأحزاب السياسية  الحنكة ومعرفة مواضع التنازل أحياناً وإتقان فن حصد المكاسب أحيان أخرى ، وعدم التعامل بفوقية وتعالي مع الخصوم حين يتطلب الوضع الجلوس والحوار ، فالواقع الراهن لا يتحمل أزمات جديدة  والتصعيد الأمني والسياسي يتهدد الجميع ويكاد يوصل إلى حافة الهاوية ، فكل أزمة أو تصعيد أو تراشق سياسي معلن أو خفي في الدول الديمقراطية ينتهي ويتلاشى عندما ينبري حكماء القوم وعقلاء السياسة ليقدموا مجموعة من الحلول والمخارج للازمة التي إن استمرت تدخل البلاد والعباد في دوامة لا يمكن التنبؤ بعواقبها فتجد طاولة الحوار المستديرة مكاناً مثالياً لطرح المشكلة وإيجاد مساحات الحل لها، كون هؤلاء القوم يؤمنون إن مهمة من يتصدى للمسؤولية تتجلى في الحفاظ على مصلحة بلده العليا وشعبه وأمته من أي سوء وتعقيد ، ليواصل البلد مسيرته مستفيداً من دروس الماضي ومتعاهداً ان لا يتكرر ما حصل لقناعته إن اللعبة السياسية مهما حققت من مصالح ومنافع لا يمكن ان تتجاوز وتمس مصلحة الوطن ومواطنيه .

المراهقين السياسيين عندنا تجدهم بمناسبة وغير مناسبة وقد انبروا في إطلاق التصريحات وغيرها من العبارات التي جميعها تؤكد مراهقة البعض في ممارسة السياسة وجهلهم لأبجدياتها  و هؤلاء لا يسعون إلا لتحقيق مصالحهم الانيه والذاتية  البعيدة كل البعد عن الهم الوطني وتحقيق الصالح العام ، وهؤلاء وبحق  يطلق عليهم " الديماجوجيه " والتي تقوم على تضليل الآخرين .

الغريب أن المراهقة هذه أصابت هذه الأيام البعض من السياسيين والأسباب المذكورة أعلاه هي المسبب إذا ماحورناها أو أسقطناها على هؤلاء ، والمثل الذي يقول (شطحت ونطحت) ينطبق على مانريد الحديث عنه ، يعتقد البعض من الذين شاءت الأقدار زجهم في عالم السياسة والعمل الحزبي هذه الأيام ومن الذين لا يعرفون ان هذا العالم  لا يختلف عن العوالم الأخرى فهو كالفن والفلسفة والاقتصاد ولكل من هذه العوالم ابداعها ومواهبها وتقنياتها ، فالسياسي الذي يأخذ السياسة والانتماء كما يقولون ( حيل صدر ) أو لأنه شعر ببروز (كرشه) او لان الله انعم عليه بطول فارع او شعر كثيف هو سياسي فاشل وهو مراهق (يكسر الخاطر) ولايختلف عن (البلياتشو ) في السرك ، فالسياسة يا سادتي المراهقين هي علم وإبداع وموهبة وتقنيات والتقنيات هذه بحاجة إلى البدئ بدراسة الأبجدية السياسية من الألف إلى الياء ومادون ذلك فهو لعب ومراهقة فليس كل من استطاع كتابة بيان سياسي او تنديد او تهنئة أو أسس مجاميع فيسبوكية يتحول الى سياسي او قائد بالمناسبة إن الأكثرية من المفكرين والسياسيين الكبار لايتمتعون بأجسام قوية اوشوراب ولحى كثة وان كل مايمتازون به هو التواضع والرقة والحنو ودمائة الخلق .

اما (النفح والصلخ) فهي من صفات المراهقين الذين يريدون امتهان السياسة (تالي وقت) وان خير ما ينطبق على هؤلاء الطارئين هو مثلهم كمثل البراميل الخشبية والحديدية (والجينكوية) فهذه تصدر صوت عالي إذا كانت فارغة ويقل صوتها او يكاد يخبو عندما تكون مملوءة ، ان سلوك كل السبل في لفت الانتباه الذي يسلكه المراهقون   الشباب نراها اليوم في سلوك المراهقين السياسيين وهم يحولوا من انفسهم الى مايشبه الشخصية الكارتونية (كلين دايزر) وهم يتزعمون الحشود الوهمية وعلى الطريقة (الرامبوية) والغريب ان البعض منا وبحسن نبية يتوهم بهم ويعتقد بصدق مايقولون وينتظر حشودهم كمخلصين

التعليقات على خبر: المراهقة السياسية للبعض من السياسيين  الذين يجهلون  أبجديات السياسة

حمل التطبيق الأن